[center]تكوين مدرسي الفلسفة + هل تريد ان تتخصص في الفلسفة ?[/center]

من طرف dRiSs_LaMiN الجمعة فبراير 06, 2009 3:39 pm

كما هو الشأن بالنسبة لباقي المدرسين، يخضع أساتذة الفلسفة لأشكال عدة من التكوين قبل الخدمة و بعدها تروم تأهيلهم للقيام بمهامهم التعليمية على وجه مرض و تمكنهم من أدوات لتطوير ممارستهم الفصلية و استباق الصعوبات التي قد تعترض مسيرتها.

هناك، أولا، التكوين الأساس الجامعي و المهني: يتنوع التكوين الجامعي، من جهة، بتنوع الكليات التي يتابع فيها الطلبة دراستهم و تبعا، أيضا، لانشغالات الأساتذة الباحثين و اهتماماتهم الفكرية، و يتنوع هذا التكوين، من جهة ثانية، تبعا للمسار الدراسي للطالب و ما إذا كان مرتبطا بشعبة الفلسفة العامة أو السوسيولوجيا أو السيكولوجيا... غير أن الوحدات الدراسية الجامعية، عموما، لا تخرج عن الأسس العامة للفلسفة و المبادئ الرئيسة للعلوم الإنسانية الملحقة بها ( علم الاجتماع، علم النفس، علم النفس الاجتماعي..) . أما التكوين المهني فيتم بالمدارس العليا للأساتذة (و من المعلوم أن نسبة مهمة من مدرسي الفلسفة لم تتلق مثل هذا التكوين بل التحقت، رأسا، بالممارسة الفصلية). يخضع التكوين بالمدارس العليا للمرسوم المتعلق بتنظيم الدراسة بالمدارس العليا للأساتذة (3 غشت 1989) و لقرار وزير التربية الوطنية الصادر بتاريخ 4 أكتوبر 1991 حول نظام الدراسة و امتحان نيل شهادة الأهلية للتعليم الثانوي. طبقا لهذا القرار تحدد مدة تكوين مدرسي الفلسفة في سنة واحدة و تشمل تكوينا نظريا و تطبيقيا و استكمالا للتكوين الأساسي و المؤهلات العلمية. يسعى التكوين النظري إلى تمكين الطالب الأستاذ من معارف في مجال الفلسفة تعمق ما تلقاه بالجامعة و تنفتح، في آن معا، على ما يجري تداوله بالمؤسسة الثانوية التأهيلية. و، إضافة إلى استكمال التكوين التخصصي في مجال الفلسفة، يجري التكوين، كذلك، في عدد من المواد كديداكتيك الفلسفة و علوم التربية و الإعلاميات و اللغات و التشريع و الإحصاء و مناهج البحث... يتلقى الطلبة أساتذة الفلسفة تكوينهم النظري أشكالا متعددة خاصة منها المحاضرات و الدروس و العروض و الندوات... أما التكوين التطبيقي فيتراوح بين حلقات التعليم المصغر و التداريب العملية بالمؤسسة وخارجها... و معلوم أن الطالب أستاذ الفلسفة يكون ملزما ، كذلك بممارسة و إنجاز بحث في مجال تربوي محدد ...

بعد الخدمة يخضع مدرسو الفلسفة لتكوين مستمر يستهدف ملاحقة المستجدات المعرفية و الديداكتية المتسارعة التي تشهدها المادة. و على الرغم من أهمية هذا الشكل من التكوين و ضرورته فإنه لم يحظ في السابق بأهمية تذكر و لم تنظم، إلا نادرا، حلقات تكوينية من هذا الصنف و لعل أهم ما استفاد منه أساتذة الفلسفة في الماضي تلك الحلقات التكوينية التي نظمت بالأكاديميات الجهوية للتربية التكوين موسم 1991\1992. و قد عرف التكوين المستمر، في الآونة الأخيرة، نوعا من الانتعاش الملحوظ موازاة مع تفعيل بعض مقتضيات الميثاق الوطني للتربية و التكوين حيث استفاد أساتذة المادة من دورات تكوينية أهمها تلك التي تمحورت، موسم 2005\2006، حول المقاربة بالكفايات و الفلسفة...على أن تقاليد التكوين المستمر لم تترسخ بعد بالشكل المطلوب حيث ما يزال هذا الشكل من التكوين معرضا لبعض الارتباك... و معلوم أن المفتشين التربويين للمادة، و في إطار ما هو منوط بهم من مهام التأطير، يعمدون إلى سد بعض الفراغ الحاصل في مجال التكوين المستمر فيعمدون إلى تنظيم ندوات تربوية تتمحور مواضيعها حول حاجيات المدرسين التكوينية كما حول جديد الأدبيات المعرفية و البيداغوجية ، و كذا مستجدات التوجيهات الرسمية...

و حيث إن كثيرا من مدرسي الفلسفة لم يستفيدوا من أي تكوين أساس مهني، و حيث إن التكوين المستمر ما زال محدود الآفاق، فإن التكوين الذاتي يلعب دورا شبه حاسم في أوساط مدرسي الفلسفة، خاصة و أن هذا التكوين ينطلق من ذات المدرس و شعوره بالنقص في مجال ما، و انطباعه بالحرية في اختيار كافة الشروط المرتبطة به... و قد أبانت الملاحظة و التجربة، بل و الدراسة العلمية أن المدرسين الذين يتخذون مسافة نقدية من ممارستهم الفصلية و يقومونها انطلاقا من معيار الفارق بين النوايا و النتائج، و يهبون، بالتالي، بوعي و إصرار إلى تكوين أنفسهم يتمكنون، في الغالب، من تدارك كل نقص و تجاوز كل صعوبة، و يفلحون في مسايرة كل مستجد، و ينافسون نظرائهم ممن تلقوا تكوينا أساسا أو مستمرا منتظما، بل يتفوقون عليهم أحيانا...

مع تحيات ادريس لمين -----------) cheers

lamin-rajaoui55@hotmail.com